MOSQUEES-MAUSOLEES DES SAINTS-EGLISES-SYNAGOGUES-ECOLES RELIGIEUSES-CIMETIERES-OUVRAGES RELIGIEUX-PERSONNALITES RELIGIEUSES-
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأحد، 8 نوفمبر 2015
جامع مسجدعيسى MOSQUEE MASJID AISSA
لمدينة مسجد عيسى تاريخ عريق يشهد على تعاقب الحضارات بها:
1- العهد الروماني و ما قبله : كانت تسكن أوسانا اقوام من الأمازيغ النصف رحّل, هجرت هذه المدينة و كل المنطقة فيما تسمى بشبه جزيرة المنستير (اي ولاية المنستير حالياّ) قبل ما يقارب 2500 سنة قبل الميلاد بسبب تغييرات جيولوجية و حصول دورة مناخية حيث إنقطعت الأمطار فاجبرتهم للترحل نحو المناطق الجبالية الشمالية,حتى ان عادت الأمطار الي هذه المنطقة, بنى لهم الرومان على الساحل الشرقي لكل إفريقية مستعمرات صغيرة, من ضمنها أوسانا التي اطلقوا عليها هذا الإسم (باليونانية: Υσσανα)(باللاتينية:Ussana) , بمعنى أرض الصحة, تيمناً بمدينة صغيرة تقع في جنوب جزيرة سردينيا في إيطاليا تسمى كذلك أوسانا, حيث دائما ما يختار الرومان المناطق العالية المقابلة للبحر و يبنون كنائسهم , و هكذا فعلوا في أوسانا , جيث بنو لهم أول كنيسة في شبه جزيرة جوستينا(ولاية المنستير)ضمن مستعمرة إفريقية, إلا ان بعد الفتح الإسلامي تم هدم الكنيسة و تحويلها إلى مسجد, مع ذلك فإن المسجد ما زال يحتفظ بهندسة و بنية الكنيسة. يعتقد كذلك كما هو معروف فيما بين اهالي المدينة , ان القرية الرومانية القديمة التي تسمى اوسانا قد دفنت تحت غابة زيتون تسمى بغرس أوسانا, و ذلك بسبب كارثة بيئية غير محددة و مؤكدة إلى حد الآن, لكن على الارجح قد يكون زلزال بمأن منطقة الساحل عموما ربما اكثر منطقة تعرضت للزلازل في الجمهورية التونسية. لكن يبقى الجواب غير أكيد و يفتقد إلى الدليل المادي بمأن المنقبين و علماء الاثار لم يقوموا بمعاينة ام القرى من قبل.
2- الفتح العربي الإسلامي : وتنقسم هذه الفترة بدورها إلى ثلاثة اقسام هي:
العهد الأغلبي : لم يعتنق اهالي المدينة الإسلام في ذلك الوقت, و طغى على المدينة الوجود الروماني في ذلك الوقت.
العهد الموحدي الحفصي :
استطون فيها القاضي عيسى ابن المسكين, إبن اخت سيدي عامر المزوغي, بعد نشوب خلاف بينهم بسبب رغبة الولي الصالح عيسى ابن المسكين الزواج من إبنت خاله سيدي عامر المزوغي, فاستطون قريباَ من سيدي عامر في قرية أوسانا, التي تحول إسمها اليوم إلى "مسجد عيسى" و هي تحمل إسمه. و لعب دوراَ مهم في دخول آهالي القرية الرومان إلى الدين الإسلامي و ذلك قد يكون بسبب حسن سمعته و عدالته و كرامته و كرمه. (لا يوجد حاليا عائلة واحدة في مسجد عيسى يمكنها القول انها من اصل روماني-بربري, لأنه على ما يبدو انه إما قد غادر سكان القرية الاصليون إلى المدينة العتيقة, اما انهم إندمجوا داخل القابئل البدوية الهلالية التي اكتسحت السواحل التونسية, و هذا شيء شائع في ذلك الزمان.
سقوط الأندلس و الهجرة إلى تونس :
بعد سقوط الأندلس من أيد المسلمين في القرن ال15, هاجر إلى مسجد عيسى عائيلتين أندلسيتين كغيرها من المدن الريفية و المدن العتيقة التي توجد على سواحل البحر الأبيض المتوسط, و هماعائلة مبارك الأرغوانية الأصل(شمال إسبانيا) و عرش المهري الملقي الأصل(جنوب إسبانيا), و هناك خلط في داخل المدينة بين عائلة المهري الأندلسية المالقية, و بين عرش المهري الهلالي الذي نزح إلى مدينة قادماَ من السواسي(ارياف المهدية), و يعتقد ان عائلة مبارك( و من افخاذها : بن يوسف, بن الشيخ, بن براهيم, براهيم, البكوش ,و المزوغي "تعتبر كناية لا صلة دموية لهم بالولي الصالح سيدي عامر" ) , في مسجد عيسى هي فرع من عائلة آل برقاش التي نزحت هي الأخرى من مجاز الباب إلى الساحلين, و هي أسرة أندلسية غنية لها حضور كبير في مدينة بنزرت و تستور و مجاز الباب, و لها وجود في مدينة الساحلين بسيط. أعاد إعمار المدينة العرشان المهاجران من الأندلس(إسبانيا),و يظهر ذلك من خلال بعض بقايا العمران القديم الذي يحتفظ بالجمال المعماري الأندسي الجاذب, إلا ان هجرة جزء كبير من عرش مبارك والمهري إلى مدن أكبر و نسبياَ و أسر اخرى متمدنة ألبانية و تركية الاصل إنقرضت لا وجود لها اليوم في البلاد(مثل المومغلي و الكرارطي و الساحلي "فرع من القرناوي" ) بعد خلاف نشب بين أهالي المدينة في عهد حمودة باشا باي و إنضمام كثير منهم إلى الجيش الملكي بعد سلسة من الإصلاحات الداخلية التي اقامها الباي التونسي و كذلك نزح بعضهم إلى أرياف اخرى و مكونين مدن جديدة هناك على سبيل المثال عائلة الساحلي(القرناوي) الذين كانوا من اوائل الأسر الذين استطونو في مدينة سكرة(من ضواحي العاصمة, حيث يعود تاريخ إنتقالهم إلى هناك منذ القرن ال19 , و مع زحف العديد من العروش البدوية من مساكن و أرياف المهدية و القيروان, فقدت المدينة طابعها المدني, و بدأت شيئاَ فشيئاَ تتقلص و تتحول إلى قرية صغيرة اقل شأن مما كانت عليه في السابق.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق